أصوات نيوز /
تواجهت كامالا هاريس ودونالد ترامب بشراسة بشأن الهجرة والإجهاض وإسرائيل والنهج السياسي، في مناظرتهما قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نونبر.
وكانت المناظرة الأولى بينهما أكثر حيوية من تلك التي جرت قبل شهرين في أتلانتا عندما كان الأداء الكارثي لجو بايدن من أبرز الأسباب التي دفعته بعد حوالى الشهر للانسحاب من السباق ودعم هاريس لتحلّ بدلا منه كمرشحة الحزب الديموقراطي.
وفي ما يأتي خمس نقاط رئيسية يمكن تلخيصها من المناظرة التي جرت في فيلادلفيا.
شراسة رغم قواعد المناظرة
كانت القواعد التي وضعتها محطة “إيه بي سي” التلفزيونية للمناظرة تهدف للحفاظ على آداب السلوك، لكن المرشحَين تشاجرا وقاطع كل منهما الآخر في بعض الأحيان، وبدا واضحا أن هاريس التي استعدت جيدا، أثارت غضب منافسها بشأن قضايا عدة.
وهاجمت هاريس ترامب على خلفية سجله وأسلوبه المبالغ فيه و”مجموعة الأكاذيب” التي كثيرا ما يطلقها. وقالت بعبارات حادة إنها عملت مع بايدن على “تنظيف فوضى دونالد ترامب”.
واتهمت ترامب بأنه “يواجه وقتا عصيبا جدا في تقبّل” خسارته في انتخابات 2020. وفي تعليقات أغضبت بوضوح الملياردير الجمهوري، سخرت منه بسبب مغادرة بعض المؤيدين تجمعاته الانتخابية مبكرا.
ورد ترامب قائلا “مهلا، أنا أتحدث الآن” عندما قاطعته هاريس ليسهب في الحديث عن سياسات الهجرة والاقتصاد “المجنونة” لإدارة بايدن. وقلما نظر ترامب إلى هاريس عندما كانت تتحدث.
وكثيرا ما كانت نائبة الرئيس تنظر باتجاه منافسها إما لتوجيه انتقاد أو لرفع حاجبيها تشكيكا لدى تصريح ما لترامب.
معركة بشأن الإجهاض
كانت المواجهة الأولى بينهما حول حقوق الإنجاب. ومع إلغاء المحكمة العليا التي تضم ثلاثة قضاة معينين من ترامب الحماية الفدرالية للإجهاض، سعى ترامب إلى تعديل موقفه من هذه المسألة. وقال إنه نجح في إعادة قضية الإجهاض إلى كل ولاية لاتخاذ القرار الخاص بها بهذا الشأن. وأضاف إن مسألة الإجهاض “أصبحت الآن رهنا بتصويت الناس. إنها ليست مرتبطة بالحكومة الفدرالية. لقد أسديت خدمة عظيمة في القيام بذلك، لقد تطلب الأمر شجاعة للقيام بذلك”.
وكرر ادعاء كاذبا عن أن بعض الولايات تسمح بالإجهاض “ربما بعد الولادة” وهو إجراء غير قانوني على مستوى البلاد. وردت عليه هاريس بينما كان يحدق إلى الأمام بوجه جامد “أهذا ما يريده الناس؟ نساء حوامل يرغبن في استكمال الحمل حتى نهايته، يجهضن ويُحرمن من الرعاية في غرفة الطوارئ لأن مقدمي الرعاية الصحية يخشون السجن والمرأة تنزف في سيارة في موقف السيارات؟”
نظرية مؤامرة بشعة بشأن الهجرة
وكرر ترامب مزاعم تم تكذيبها حول قيام مهاجرين بأكل حيوانات أليفة عائدة لمواطنين أميركيين، وتصريحات بشأن سرقة انتخابات 2020 منه. وخاض في نظرية مؤامرة تقول إن مهاجرين من هايتي في مدينة صغيرة بولاية أوهايو يسرقون حيوانات أليفة من أجل أكلها. وقال بغضب “في سبرينغفيلد، (المهاجرون) يأكلون الكلاب – الأشخاص الوافدون يأكلون القطط، يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا” وعندما رد عليه المشرفون على المناظرة بالقول إن مسؤولي المدينة لم يجدوا أي دليل موثوق على مثل هذه الجرائم، أجاب أن “أشخاصا على التلفزيون” قالوا ذلك.
مبارزة حول الدبلوماسية
ولم تأخذ السياسة الخارجية حيزا مهما من المناظرة رغم أن كلا منهما استغل الفرصة لمهاجمة الآخر بشأن الدبلوماسية وعرض رؤية مختلفة جذريا للعالم. ووصفت هاريس ترامب بأنه “ضعيف ومخطئ” فيما يتعلق بالأمن القومي، وأثارت استياءه عندما قالت إنه “أضحوكة” لزعماء العالم.
وحذرت من أن ترامب “سيسلّم” أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الدكتاتور الذي سيكون لقمة سائغة له”. في المقابل اعتبر ترامب أنّ “إسرائيل ستزول” إذا ما أصبحت هاريس رئيسة للبلاد مشددا على أنها “”تكره إسرائيل، إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أنّ إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين”.
انتقام لبايدن
وكان البعض يخشى أن تتعثر هاريس تحت وطأة هجمات ترامب. لكن المرشحة الديموقراطية، عرضت حججها فيما وضعت منافسها في موقع الدفاع، وفق محليين. وقال أستاذ السياسة بجامعة فيرجينيا لاري ساباتو لوكالة فرانس برس إن “أداء ترامب كان رديئا وفازت هاريس بسهولة” مضيفا أنها “انتقمت لخسارة بايدن في المناظرة الأولى”.
من ناحيته، قال الخبير الاستراتيجي الجمهوري ليام دونوفان إن “نائبة الرئيس نفذت استراتيجيتها على أكمل وجه، إذ تصدت لأسئلة المشرف على المناظرة وسددت ضربات إلى ترامب، وأثارت غضبه”. ووصف الأستاذ بجامعة برينستن جوليان زيليزر المناظرة بأنها “دقة وتخطيط من جانب هاريس في مواجهة فوضى وغضب وتضليل” من جانب ترامب.